منتخب مصر للرجال ومنتخب أوغندا للسيدات يفوزان بأول ألقابهما في كأس العالم للمشردين بعد تنافس 63 منتخباً من 48 دولة في أوسلو بالنرويج
وقّع FIFA مذكرة تفاهم مع كأس العالم للمشردين العام الماضي لتقديم الدعم المادي والترويجي، بما في ذلك بث المباريات على FIFA+
بعد إطلاقه في عام 2003، أثر كأس العالم للمشردين على أكثر من 1.3 مليون فرد
وسط أجواء احتفالية في قلب أوسلو بالنرويج، اُختتمت بطولة كأس العالم للمشردين بتتويج بطلين للمرة الأولى إثر تفوّق فريق مصر للرجال وفريق أوغندا للسيدات في البطولة.
وأقيمت بطولة كأس العالم للمشردين للمرة الثانية منذ تقديم FIFA دعمه الرسمي لها العام الماضي، وشارك فيها 63 فريقاً من 48 بلداً في العاصمة النرويجية. وانتهى الحدث الملهم الذي استمر على مدار ثمانية أيام هذا العام، وتضمّن نسخة سريعة من كرة القدم 4 ضد 4، بانتصار الثنائي الأفريقي في المباراة النهائية التي أقيمت في رادهوسبلاسن، ساحة قاعة مدينة أوسلو. انطلقت بطولة كأس العالم للمشردين للرجال عام 2003، ولم يسبق أن وصل أي فريق أفريقي إلى النهائي قبل تحقيق مصر إنجازاً تاريخياً في النسخة العشرين من البطولة. وتغلب الفراعنة على حامل اللقب المكسيك في ربع النهائي وعلى جارته في القارة جنوب أفريقيا في نصف النهائي. كما نجحت مصر بعد ذلك في الفوز على البرتغال بنتيجة 4-3 في مباراة مثيرة حسمت اللقب.
بينما حقق منتخب أوغندا للسيدات أقصى استفادة من مشاركتهن الأولى منذ 14 عاماً، حيث حصلن على لقب كأس العالم للمشردين للسيدات بعد فوزهن في نصف النهائي على رومانيا ثم الفوز بنتيجة 6-0 على المكسيك، حاملة اللقب سبع مرات. وأصبحت أوغندا أول دولة أفريقية تفوز ببطولة السيدات منذ كينيا في عام 2011، والثالثة في العموم. كما أنه، وتماشياً مع التركيز الأساسي لكأس العالم للمشردين على الشمول والوصول، منحت البطولة العديد من الجوائز الإضافية المفتوحة للفِرق على جميع المستويات. وحصل فريق الرجال من كوستاريكا وأيرلندا الشمالية والأرجنتين والسويد، إلى جانب السيدات من تنزانيا والسويد، على هذه الجوائز بينما حصد الجوائز الفردية الكبرى لاعبون من مصر وإندونيسيا وكينيا والمكسيك. وتُعد بطولة كأس العالم للمشردين مفتوحة للرياضيين الذين عانوا مؤخراً من التشرد (وفقًا لتعريفهم الوطني) أو يسعون للحصول على اللجوء، وتستفيد البطولة من اللعبة الجميلة لتعزيز روح الرفقة والمجتمع والبناء والتنمية الشخصية والأمل لمَن هم في حاجة إليها. وقد وصفها رئيس FIFA جياني إنفانتينو في العاصمة الفرنسية باريس العام الماضي بأنها "مثال ممتاز لكيفية قدرة كرة القدم على جمع الناس معاً لتحدي التصورات الاجتماعية القائمة وتحسين حياة الناس،" وذلك بعد توقيع مذكرة تفاهم مع المؤسس المشارك ورئيس كأس العالم للمشردين، ميل يونغ. وبموجب شروط هذا الاتفاق التاريخي، التزم FIFA بتقديم المساعدة الترويجية والمادية - بما في ذلك المعدات والجوائز - أثناء بث البطولة على FIFA+، منصة البث الخاصة بـFIFA.
وقال يونغ في ذلك الوقت: "تتمتع الرياضة بقوة حقيقية، وقد أثبتنا أنها يمكن أن تكون قوة من أجل الخير. يلتزم FIFA بدعم المحتاجين، وبالتالي فإن الشراكة بين كأس العالم للمشردين وFIFA أمر طبيعي. وسيكون لذلك الأثر تداعيات بالغة القوة على المدى البعيد." وبعد نسخة عام 2024 في سيئول بكوريا الجنوبية، انطلقت البطولة الثانية لكأس العالم للمشردين التي دعمها FIFA في 23 أغسطس/أب مع موكب اللاعبين التقليدي والملوّن. حيث شارك الرياضيون في حفل الافتتاح بعد السير من محطة أوسلو المركزية إلى ساحة مبنى البلدية. وقالت رئيسة بلدية أوسلو آن ليندبو للاعبين والجمهور: "يفتقر الكثير من الناس إلى منزل آمن وهناك الكثير من العمل الذي ينبغي القيام به. نحن نقف معكم. أيها اللاعبون، أنتم تلهموننا. هل أنتم مستعدون للعب؟" وكانوا كذلك بالفعل، حيث أعقب ذلك أسبوع من المنافسات القوية. وبما أن قواعد البطولة تنص على أنه لا يُسمَح لأي لاعب بالمشاركة في أكثر من بطولة واحدة لكأس العالم للمشردين، فقد كانت تجربة حقيقية فريدة من نوعها بالنسبة لكل رياضي. فقد شارك في البطولة أكثر من 500 لاعباً من بين 40 فريقاً للرجال و23 فريقاً للسيدات، وشاركت ست دول لأول مرة وهي: بوركينا فاسو وكندا وأسبانيا وتنزانيا وفيتنام وزامبيا.
وإلى جانب المباريات والأهداف والأجواء الاحتفالية، كان العمل الجاد المتمثل في معالجة مشكلة التشرّد موضوعاً مركزياً أيضاً. فنُظم منتدى المدن لإنهاء التشرد، الذي أشرفت عليه المنظّمة المضيفة لكأس العالم للمشردين من فرع جيش الخلاص في النرويج، على مدار الأسبوع في مركز نوبل للسلام - على بُعد شارع من ساحة مبنى البلدية - وفي عدد من الأماكن القريبة الأخرى. وتخلل المنتدى ندوات ومناقشات جماعية غطت مجموعة واسعة من المواضيع، مثل الرياضة من أجل التأثير الاجتماعي وتشرد النساء وحلول الإسكان والصحة العقلية والإدمان. وقد كان لاعبو كأس العالم للمشردين مشاركين ومتحدّثين في العديد من هذه الجلسات. ومنذ تدشين كأس العالم للمشردين في عام 2003، أثّرت البطولة وفروعها الوطنية وشركائها في 70 دولة على حياة 1.3 مليون شخص. ويدعم البرنامج الآن أكثر من 200,000 مشارك سنوياً، وهو ما يتماشى تماماً مع مهمة FIFA المتمثّلة في تحسين حياة الناس مع بناء المجتمع وخلق الفُرص من خلال كرة القدم. وقال يونغ عقب المباراة النهائية: "قضينا أسبوعاً رائعاً في أوسلو. لقد أوفت النرويج بما وعدت به. كان الأسبوع مذهلاً – مليئاً بالمباريات المذهلة والأداء الفردي الرائع والكثير من الأهداف، ولكن الأهم من ذلك كله، الكثير من الحب والإنسانية." وأضاف "مع كل ما يحدث في العالم حالياً، كانت الأيام الثمانية الماضية في أوسلو بمثابة شهادة حقيقية على روح الناس وروح كأس العالم للمشردين. وكالمعتاد، قدّمت البطولة خارج الملعب بقدر ما قدّمت داخله."
وستستضيف مدينة مكسيكو كأس العالم للمشردين في عام 2026. وستكون هذه الزيارة هي الثالثة للبطولة إلى ساحة الدستور الشهيرة في العاصمة بعد عامي 2012 و2018، وستأتي في نفس العام الذي تشارك فيه الدولة الأمريكية الشمالية كمضيف مشارك لبطولة كأس العالم 2026 FIFA™.